عندما اكتسبت الندوة أسما علما عليها , كانت قد أنفقت من عمرها قرابة ست سنوات . ولابد أن الاسم - رغم شكليته – يضفى شيئا ما على الكائن , بل أزعم أنه يضيف الى جوهره . وهذا ما حدث للندوة , فكما يصنع جنين الطير اذ يكتمل , فلقت أصيل جدار البيضة , وشقت سبيلها بازغة الى الوجود .
كانت الندوة فى ذلك الحين قد ضمت باقة الرعيل الأول , قامت واشتد عودها على أكتافهم وهم ليس على سبيل الحصر : أحمد عبد الجبار \ عبد الهادى شعلان \ أحمد قاصد \ المرحوم د.عاطف الأقطع \ ياسر عبد القوى \ خالد حجازى \ عصام جنيدى \ رمضان عبد الحفيظ \ أحمد صالح \ايناس لطفى \ شهدان الغرباوى \ رمضان رحيم \ عاطف الصبروتى \ على الشوكى \ جلال جعفر \ أمينه عبد الله \ أمل سعد \ رحاب صالح . وسرعان ماتدفق على أصيل بمرور السنين شعراء وقصاصين ومثقفين أثروا الندوة بأعمالهم , وأنشطتهم , ومبادراتهم , وفق ما سنرى تباعا .
وقد مارست الجماعة دورها من خلال محورين .
المحور الأول : وتمثل فى الندوة الأسبوعية التى كانت تعقد مساء الجمعة من كل أسبوع . وكانت بمثابة ورشة للمبدعين . يعرضون أعمالهم وتتم مناقشتها بموضوعية فرضت قواعدها , كأنما كان للندوة جهاز عصبى اكتسبته بالممارسة والاصرار , يلتقط أدنى تماس مع فكر الكاتب أو معتقداته , فيرد المتحدث الى قواعد الفن وجمالياته . وكان كل فرد فى الندوة يقوم بذلك الدور . الأمر الذى رفع بالتالى دور الرقيب الداخلى الذى أعده أشد سطوة من الرقيب الخارجى .
وقد التزمت أصيل بعقد ندوة عامه واحدة شهريا على الأقل . وكانت الدعوات توزع على قصور الثقافة , وعلى مقاهى المثقفين , وغالبا ما كان عدد الحضور يفوق طاقة القاعة على الاستيعاب . وقد تنوعت أنشطة الندوات العامة فشملت كافة أوجه الفن والفكر والثقافة , ولن يتسع المقام الا لعرض نماذج متنوعة من الندوات العامة التى عقدتها أصيل خلال الأعوام 94 و 95 و 96 .
- مناقشة لرواية ( جبل ناعسة ) بحضور مؤلفها الأديب مصطفى نصر .
- رؤية نقدية للدكتور أحمد صبرة حول رواية حجاج أدول ( الكشر )
- مناقشة مجموعة ( عش الدبابير ) لمحسن الطوخى ادارها الناقد كمال عماره .
- ندوه بعنوان ( السيناريو لغة العصر ) قدمها الأديب عبد الفتاح مرسى .
- ندوة بعنوان ( الخط العربى . أصوله وجمالياته ) للفنان عصام الدين عبد الواحد
- عرض فيلم (سواق الأتوبيس) لعاطف الطيب ادار المناقشة عاطف الصبروتى .
- مناقشة مجموعة (أنا الأمام) لعبد الهادى شعلان ادارها الأديب رجب سعد السيد.
- ندوة بعنوان (معمار النص) قدمها الدكتور أبو الحسن سلام .
- ندوة بعنوان (النوبة فى التاريخ المصرى القديم ) للأستاذ عادل النحاس .
- ندوة بعنوان (الدادية والسريالية . رؤية تشكيلية) قدمها ياسر عبد القوى .
- ندوة بعنوان (حرية الجرأة وشعر العامية الفصيح ) للشاعر ضياء طمان .
- عرض لمسرحية (على جناح التبريزى) قدمته فرقة الشروق للمكفوفين , اخراج عاطف شهبه .
- ندوة بعنوان(مصادر الثقافة لدى الكاتب المسرحى) للمرحوم \أنور جعفر .
- مناقشة مفتوحة لمجموعة ( شوية اصص) لماهر شريف .
- مناقشة العدد الأول من مجلة خماسين أدارها أمجد ريان و يسرى حسانين .
- ندوة بعنوان ( الظاهرة السكندرية .. جمال الدولى ) قدمها نبيل نور الدين .
المحور الثانى : وتمثل فى اجتماع المؤسسين الذى كان يعقد مساء الأثنين كل أسبوعين . وقد وفر النادى النوبى صالونه لعقد تلك الاجتماعات . وتألف الأعضاء المؤسسون من المجموعة التى اقترن وجودها ببدايات الاستقرار بالنادى والذين تطوعوا بالقيام بالأعمال التنفيذية , بالاضافة الى أولئك الذين تولواعبء تمويل الجماعة بمساهماتهم المالية على هيئة مشاركات شهرية . وكانوا على سبيل الحصر . أنور جعفر \ حجاج أدول \ أحمد نبيه \ محسن الطوخى \ رمضان رحيم \ عاطف الأقطع \ ايناس لطفى \ عبد الهادى شعلان \د. رمضان الصباغ .
وقام اجتماع المؤسسين بما يشبه دور اللجنة التفيذية , اذ كان يباشر عددا من الأنشطة الهامة لانتظام عمل الندوة باعتبارها العمود الفقرى للجماعة , بالأضافة الى جدول أعمال متنوع يمكن تبسيطة فى مجموعة من البنود كالآتى :
- اقتراح الندوات العامة , واختيار الضيوف , والاتصال بهم , وطبع وتوزيع الدعوات .
- امساك الحسابات , ومراجعة المصروفات .
- مباشرة الأمور المتعلقة بالطباعة والتوزيع لكتاب أصيل .
- متابعة وترتيب الأنشطة المشتركة مع المؤسسات الثقافية بالأسكندرية كالأنفوشى ومصطفى كامل والأتيلية كما سيأتى تفصيله بعد .
- الاتصال بالصحف والدوريات الفنية بالقاهرة للترويج ونشر أنشطة الجماعة .
- عقد الصلات واستضافة الأدباء من الأقاليم .
- التنسيق والترتيب لحضور الفعاليات الثقافية كمؤتمر أدباء الآقاليم .
ولو أنى أنصفت لأثقلت , غير أنى لا أدون تاريخا بقدر ما أدون نصوصا من الذاكرة . امتنانا لجيل قدم للأسكندرية ومضة من نور .
No comments:
Post a Comment